ناصر عبدالناصر Admin
عدد الرسائل : 274 العمر : 51 الموقع : nasserabdelnasser.yoo7.com تاريخ التسجيل : 19/02/2009
| موضوع: بدايات التاريخ المصري الحديث والمعاصر ( 9) الإثنين مارس 23, 2009 6:43 pm | |
| محمد توفيق 1879-1892: يمكن القول أن عهد توفيق كان عهد الصدام السياسي مع القوى الوطنية وخاصة الضباط الذين تزعمهم أحمد عرابي باشا، والذي قاد تظاهره عسكرية كبيرة في 9 سبتمبر 1881م، وواجه الخديو توفيق في ساحة قصر عابدين مطالباً إياه برفع المظالم عن كاهل المصريين وزيادة الجيش المصري إلي ما نصت عليه الفرمانات من قبل أى 18 ألف جندي. وإسقاط الوزارة وتشكيل مجلس للنواب. وهي الأحداث التى أدت إلي ما يعرف في الأدبيات التاريخية بالثورة العرابية والتى علي أثرها تدخل الأسطول البريطاني وتطورت الأحداث حتى كان الاحتلال البريطانى لمصر في عام 1882.
مصر تحت الاحتلال البريطاني1982-1914 عندما احتلت الجيوش البريطانية مصر كانت حجتها هو أنها قدمت بناءاً علي استدعاء من الخديو لإنهاء التمرد العسكري الذي قاده عرابي، ولحماية المصالح الأوربية التى فرضت علي مصر كصندوق الدين والمحاكم المختلطة، وعملت بريطانيا علي استمرار علاقة تركيا بمصر كأحد ولايات السلطان العثمانى. وقد ترتب علي فشل الثورة العرابية ترسيخ الاحتلال البريطاني المفترض أن يكون مؤقتاً. والقضاء علي القيادات التى أوجدها عرابي وصحبه والذين حكمت عليهم المحكمة العسكرية التى عينها الإنجليز لمحاكمتهم بإعدامهم. والذى تم استبدال الحكم بالنفى الابدى من مصر وتجريد عرابي وستة من أصحابه من أملاكهم وألقابهم وهكذا آمنت بريطانية من أي ثورة تتهددها في مصر. وخاصة انها سيطرت علي الجيش المصري وجعلته تابعاً لها وأن الضباط لا يضمنون البقاء في مناصبهم بالجيش إلا بمدى ولائهم للسيطرة الإنجليزية. كما ألغت بريطانيا الدستور وحلت مجلس النواب وحرصت علي تشكيل هيئات هزيلة مثل مجالس المديريات ومجلس شوري القوانين وكان الغرض من إنشاء تلك المجالس مجرد التنفيس إذ أن الحكومة لم تكن في الواقع تلتزم بقرارات تلك المجالس. وتستطيع أن تميز بين مرحليتين من مراحل التطور مرت بهما السياسة البريطانية تجاه مصر في عهد الاحتلال.1- المرحلة التى تبدأ بالاحتلال بعد هزيمة التل الكبير 14 سبتمبر 1882 وتنتهي بفشل مشروع اتفاقية "دراموندوولف" يوليو عام 1887م وهي مرحلة كان وضع الاحتلال فيها مؤقتاً، ومن ثم كانت سياسته في مصر تتميز بالحرص ومراعاة عدم تجاوز المهام التى أخذتها بريطانيا علي عاتقها عندما قدمت إلي مصر.2- مرحلة ما بعد فشل اتفاقية دراموندوولف أو لنسميها مرحلة الاحتلال الدائم، حيث بدأت بريطانيا تتوسع في مشروعات الإصلاح الداخلى بعدما أيقنت أن وجودها في مصر ضرورة حيوية بالنسبة لمصالحها في الهند، ولذلك أخذت بريطانيا تخطط من أجل استمرار الوجود البريطاني في مصر.كان الهدف المعلن للسياسة البريطانية في المرحلة الأولي الجلاء عن مصر حتى أصبحت أحوالها الإدارية والاقتصادية تسمح بذلك، وخاصة أن وزارة الأحرار البريطانية التى تولت السلطة في بريطانيا عشية الاحتلال لم تكن ترغب في استمرار الاحتلال حتى لا تفسد الصداقة التقليدية بين حزب الأحرار وفرنسا من ناحية؛ وبسبب الوعود التى قطعها الحزب لناخبيه خلال المعركة الانتخابية من ناحية أخري، وإنما كانت تهدف إلي تحقيق الهدوء والاستقرار في مصر حتى لا تؤدي الاضطرابات والعلاقات الداخلية إلي تهديد المصالح الاستراتيجية البريطانية في الشرق.ولتحقيق هذه الغاية كان علي بريطانيا أن تعمل علي إحياء ما يثبت صلاحيته من النظم الإدارية التقليدية أو استحداث نظم جديدة تتلاءم مع الحاجات الفعلية لمصر. علي أن يتم ذلك في مدة لا تتجاوز خمس سنوات. فقد كان الأحرار يعدون مصر عبئاً كبيراً يجب علي بريطانيا أن تتخلص منه بالجلاء. بينما كان المحافظون يرون ضرورة أن تتحمل بريطانيا تبعة إدارة مصر. وعدوا ذلك ضرورة حيوية بالنسبة لبريطانيا وإرجاء النظر في فكرة الجلاء إلي حين أن تقوم بمصر نظم إدارية راسخة تقتدي بالنظم الغربية، ويعاد تنظيم المجتمع المصري ذاته. وساعد علي الترتيب في رسم سياسة بريطانيا بعيدة المدى خاصة بمصر في تلك الحقبة أن إنجلترا لم تكن مطلقة اليد في مصر، فقد كانت مصر تتمتع بحكم ذاتى في إطار السيادة العثمانية وكان يمثل بريطانيا في مصر قنصل عام لا يزيد مركزه أهمية عن غيره من قناصل الدول- من الناحية النظرية – وهو يتبع الخارجية البريطانية ولا صلة له بوزارة المستعمرات. فحتى قيام الحرب العالمية الأولي كانت الخارجية البريطانية ترسم السياسة الخاصة بمصر، ومارس قنصل بريطانيا العام في مصر صلاحيات واسعة لم يكن يكفلها له وصفه القانوني في البلاد كذلك كانت الدول الأوربية تتمتع بحق التدخل في شئون مصر الداخلية – بصورة أو بأخرى – من خلال المؤسسات الدولية الموجودة بمصر مثل صندوق الدين والمحاكم المختلطة واستناداً إلي الامتيازات الأجنبية. وجرت أول محاولة لرسم سياسة بريطانية خاصة بمصر علي يد لورد دافرن – السفير البريطانى في الاستانة- الذي قدم إلي مصر في نوفمبر عام 1882 لدراسة الأحوال الداخلية للبلاد وتقديم المقترحات اللازمة للنهوض بها وكانت التعليمات التى زوده بها جرانفل.. وزير الخارجية البريطاني-تنص علي أن تقوم عملية إعادة تنظيم الإدارة علي أساس تقديم ضمانات كافية لاستمرار السلام والنظام والرخاء في مصر لتدعيم سلطة الخديو، وتطوير الحكم الذاتي بصورة تضمن وفاء مصر بالتزاماتها المالية نحو الدول الأوربية. | |
|