منتديات ناصر عبدالناصر التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ناصر عبدالناصر التعليمية

منتدى تعليمى فى الجغرافيا والتاريخ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دراسة موسعة لتعقيدات العلاقة بين أوروبا والمسلمين-- 5

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ناصر عبدالناصر
Admin
ناصر عبدالناصر


عدد الرسائل : 274
العمر : 50
الموقع : nasserabdelnasser.yoo7.com
تاريخ التسجيل : 19/02/2009

دراسة موسعة لتعقيدات العلاقة بين أوروبا والمسلمين--   5 Empty
مُساهمةموضوع: دراسة موسعة لتعقيدات العلاقة بين أوروبا والمسلمين-- 5   دراسة موسعة لتعقيدات العلاقة بين أوروبا والمسلمين--   5 I_icon_minitimeالجمعة مارس 13, 2009 1:10 pm

لقد كان الخوف في التعبير عن الحقيقة الإسلامية شائعاً عند الأوروبيين عموماً. وكان متفقاً عليه تقريباً. وكان ظاهرة تعبّر عن زيف شائع وقد جرى الاتفاق على شيوعه في الغرب. لقد كان هناك شبه إجماع غربي يعتبر أن النهل من الفكر الإسلامي مباحاً واكتسابه ونقله مباحاً وبنفس الوقت ارتبط هذا كله بالاتفاق على عدم ذكر المصدر صراحة. وعندئذ كانت السلطة الحاكمة والكنيسة القوية توافق على ذيوع هذا الفكر والنتاج.
فقد كانت العبارة الأولى في كتاب جان جاك روسو العقد الاجتماعي منقولة عن الفكر الإسلامي وعن مقولة عمر بن الخطاب الشهيرة.
يقول روسو: خلق الإنسان حراً فلماذا نستعبده.
ويقول عمر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟.
وقامت الثورة الفرنسية معتمدة في شعاراتها الرئيسية الأولى على عبارة روسو الشهيرة هذه. وأصبحت فيما بعد أهم قوانين العدالة الاجتماعية في الغرب ، ومن ثم تم نقلها إلى العالم كله ، وقد كان هذه المبدأ في أصله إسلامي قرآني.
لم يكن بمقدور روسو في حينه أن يعلن عن المصدر الإسلامي للفكر الذي يطرحه. كان الغرب في تلك العصور خارجاً لتوّه من استبداد محاكم التفتيش الشهيرة التي استطاعت أن تدب الرعب في قلوب الأوروبيين جميعاً.
كان نتاج المسرحي الشهير وليم شيكسبير يحوي الكثير الكثير من الحكمة الإسلامية والفكر القرآني. والحقيقة فإن ميزان حكم شكسبير على أبطال مسرحياته جميعاً كان إسلامياً خالصاً. فلم يكن ميزان العدالة عنده مسيحياً ولا يهودياً ولا فلسفياً. بل كان قرآنياً صرفاً. وكاد شيكسبير ينقل آيات قرآنية كاملة لكنه التزم عدم البوح بإعجابه بالإسلام.!!..
في مسرحيته تاجر البندقية انتقد الربا والجشع والابتزاز وخزن المواد والذهب عند اليهودي شايلوك من مبدأ إسلامي صرف. وفي مسرحية عطيل كان بطله مغربياً مسلماً. وكان المسلمون أقلة نادرين في أوروبا وكانوا يعانون من عنصرية وكراهية كبيرة آنذاك. فأعلن شيكسبير في مسرحيته بأن عطيل ارتكب جريمة قتل زوجته بعد أن اتهمها بالخيانة بسبب جهله بدينه وبسبب جهله بالحقيقة وبسبب انخداعه بمؤامرة. وفوق ذلك كله بسبب عادات اجتماعية متوارثة عنده وهي عادة قتل الزانية. ولم ينتقد شيكسبير الإسلام في تلك المسرحية بل أوضح بأن عطيل جاهل ومتهور ومخدوع. وإضافة إلى ذلك فقد أرسل شيكسبير رسالة للغرب مفادها بأن هؤلاء المسلمين المغاربة بواسل وأمناء ويحبون المجتمعات التي يعيشون فيها. ويعملون على خدمة السلطة والجيش المسيحي الغربي بوفاء كبير. وفي مسرحيته كليوباترا محاولة للتقريب بين الشرق والغرب.
أما فولتير بنتاجاته كلها وبتاريخ حياته الغريب فقد تبين لنا بوضوح بأنه كان مسلماً تمام الإسلام. فمن المؤكد بأن فولتير قد توصل في المرحلة الأخيرة من بحثه إلى اعتناق الإسلام. وربما لم يعلن عن إسلامه صراحة بسبب ذلك الخوف الشائع الذي كان حاضراً ومستمراً في أوروبا آنذاك. ففي روايته: كانديد التفاؤل. أكثر شخصياته كانت إسلامية والحكمة وميزان العدالة عنده كان إسلامياً. ودعوته للحوار بين الشعوب ولإيقاف الحروب والكراهية والغزوات ذلك أيضاً من الإسلام.
وكان آخر عمل لفولتير هو مسرحيته التي تحمل اسم (محمد) عرضت المسرحية لثلاثة أيام ومنعت في اليوم الرابع من العرض وتم توبيخ فولتير لأجلها. وحين حضرها أحد كبار رجال السلطة آنذاك قال : يخدعنا فولتير فنظن بأنه ينتقد الآخر ونكتشف بأنه ينتقدنا وينتقد المسيحية. وفي السنوات الأخيرة من حياته اضطهد فولتير فأقام في مزرعة خاصة به امتلكها وعمل بزراعتها وابتعد عن المدينة وانتقاداتها له. وحين وفاته لم تسمح الكنيسة بدفنه في مقبرة العظماء. ولم تؤدّ عليه الصلاة الكنسية. ذلك لإدراك الكنيسة بأنه كان قد اعتنق الإسلام. ومن الضروري الإشارة بأن المصطلح الغربي الذي كان شائعاً في وصف المسلمين هو ( الكفار أو الوثنيين) وكان يعرّف الإسلام بمصطلح الوثنية.
هذا الخوف القديم من قول الحقيقة الإسلامية كان من نتاج عصور الظلام الأوروبي. ورغم وجوده لم يمنع الأوروبي من قول الحقيقة الإسلامية تحت اسم مستعار. لكن ذلك أدى فيما مضى إلى استفادة الغرب من الإسلام بدون الإفصاح عنه. وموافقة الغرب على تحقيق هذه الفوائد بشرط عدم الإفصاح عن المصدر. وتلك الظاهرة كانت فيما مضى تشكّل عقبة كبيرة في طريق انتشار الإسلام في أوروبا.
وفي عصرنا هذا تغيرت أوروبا بعض الشيء, وتضاءلت هذه الظاهرة. وأصبح بإمكان الأوروبي قول الحقيقة التي يريد والإعلان عن مصدرها الإسلامي. ومن هنا بدأت تتهدّم حواجز الرعب الأوروبي من السلطة. وهذا سيساهم في انتشار الإسلام بسرعة مذهلة في الغرب كله.
عقدة الأوروبيين من الغزو الإسلامي لأوروبا :
تكثر الأصوات الغربية المنتقدة والمستنكرة لما يسمى هناك بالغزو الإسلامي لأوروبا. والصورة هناك تفصح عن غزو ديني وفكري واجتماعي وثقافي لأوروبا وللغرب عموماً. وتحتجّ الصحافة والإعلام ويحتجّ الباحثون على ما يسمونه غزواً كثيفاً وتحدياً لأوروبا. كما تحتج المؤسسة الكنسية والدينية المسيحية والمؤسسات السياسية ممثّلة بالوزراء وغيرهم على هذه الظاهرة ويعربون عن قلقهم الشديد حيالها. ويقترح آخرون ضرورة وضع حدّ حاسم لهذا الغزو الإسلامي لبلدانهم. من ذلك التصريحات العنصرية لبعض الوزراء الغربيين. والانتقادات التي يوجهها الساسة وغيرهم للجالية المسلمة في دول الغرب.
والحقيقة فإن النشاط الإسلامي الكثيف في دول الغرب والإقبال الكبير على الأسلمة واعتناق الدين أمور تقلق الغرب وتضعهم - رغم اعتقادهم بأنهم سليمون نفسياً – تضعهم في عقدة جديدة ظهرت لتوضح مآلم عقدتهم القديمة عقدة الأندلس.
العقلية الأوروبية والإسلام :
تتنوع المعتقدات في المجتمعات الأوروبية وقد أصبحت تعددية بالفعل كما كان نادي الملك البروسي فردريك الثاني في القرن الثامن عشر بأنه يجب أن يسمح لكل إنسان أن يسعى إلى الخلاص بطريقته الخاصة وقد حدث هذا بالفعل في أوروبا. إذ يمكنك أن تتبع الماركسية الجديدة أو أن لا تتبع أي دين أو تكون ملحداً ولا أحد يهتم بذلك ولكن عليك أن تحذر شيئاً واحداً : أن لا تكون مسلماً. وفي الحقيقة إن التعددية الحديثة وتسامحها المطلق يختفيان بحدة في وجه الإسلام. فالإسلام هو الدين والثقافة الوحيدة المحظورة في الغرب. ولمّا كان الغرب يمتلك محظورات غير مقنعة, وبنفس الوقت يفرضها على أبنائه فهو حالة مرضية.
فان أردت أن تبني مسجداً فلا بد أن تتدخل البلدية بحساب كل متر من ارتفاع المنارة ويزعمون إجحافاً منهم بأن المنارة الإسلامية لا تناسب البيئة الأوروبية. ولو كنت مسلماً فعليك أن تحصل على تصريح للحصول على لحم حلال ويرفض طلبك في النهاية, بينما يستثنى اليهودي من الذبح بحجة أنه من الشعائر الدينية.
وفي الإعلام الغربي لم يطلق قط على هتلر بأنه "كاثوليكي" أو ستالين "النصراني الأرثوذوكسي"، ولم يطلق على فرانكو "الكاثوليكي الفاشي". ولكن إن ظهر مسلح عربي فسوف يطلق عليه " مسلم متطرف" حتى لو كان ملحداً أو شيوعياً أو نصرانيا فلسطينيا".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nasserabdelnasser.yoo7.com
 
دراسة موسعة لتعقيدات العلاقة بين أوروبا والمسلمين-- 5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دراسة موسعة لتعقيدات العلاقة بين أوروبا والمسلمين-- 1
» دراسة موسعة لتعقيدات العلاقة بين أوروبا والمسلمين-- 2
» دراسة موسعة لتعقيدات العلاقة بين أوروبا والمسلمين-- 3
» دراسة موسعة لتعقيدات العلاقة بين أوروبا والمسلمين-- 4
» دراسة موسعة لتعقيدات العلاقة بين أوروبا والمسلمين-- 6

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ناصر عبدالناصر التعليمية :: الفئة الأولى :: منتدى الجغرافيا البشرية :: الفئة الثانية :: منتدى التاريخ-
انتقل الى: